يظهر من البيئة الدولية والإقليمية، ومن مجمل التطورات الميدانية داخل سورية، ومن استراتيجية النظام السوري وداعميه (روسيا وإيران)؛ أن لا حلَّ سياسيًّا في المستقبل القريب، ولا إمكانية لحدوث انتقال سياسي، وأن الاحتمال الأرجح والمسيطر هو استمرار الصراع في سورية، بأدوات وآليات متنوعة؛ مع ذلك، لا بدّ من أن يكون هناك حلّ سياسي بالتأكيد، في مرحلة ما؛ الأمر الذي يعني ضرورة اهتمام قوى المجتمع السوري بتقديم رؤاها وتصوراتها، بشكل مدروس وتفصيلي، حول عملية الانتقال السياسي المأمولة في سورية.
وفي هذا السياق تأتي الإجابة عن أسئلة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، الخاص إلى سورية، السيد ستيفان دي ميستورا (29 سؤالًا)، التي سلّمها إلى وفدي المعارضة والنظام في 18 آذار/ مارس 2016 حول “الحكم الموثوق وذي المصداقية”، الذي نصّ على تشكيله القرار الدولي (2254)، بعد مفاوضات بين الحكومة والمعارضة؛ وكذلك الإجابة عن أسئلة أخرى، مهمة ومشروعة، يمكن أن تُطرح في أذهان الجميع؛ فقد أضفنا مجموعة أسئلة أكثر تحديدًا (11 سؤالًا)، وتناولت موضوعات مهمة لم تأتِ عليها أسئلة السيد دي ميستورا، ورأينا أن الإجابة عنها ضرورية؛ لضمان الوضوح، وتنفيذ مرحلة انتقالية ناجحة.
تقدِّم هذه الأوراق، التي تتضمن الأسئلة والأجوبة المشار إليها، رؤية متكاملة، وخطوطًا عريضة وتفصيلية، في آن، للخيارات السياسية والتنظيمية والدستورية والتشريعية، للانتقال السياسي في سورية، تعاونت على إنجازها وحدة دراسة السياسات، ووحدة المقاربات القانونية، في مركز حرمون للدراسات المعاصرة؛ بهدف طرحها للنقاش السوري العام، ووضعها بين أيدي ممثلي الأمم المتحدة والدبلوماسيين كافة في العالم، آملين أن تقدِّم الفائدة المرجوة لبلدنا وشعبنا.
لقراءة الكتاب يمكن الضغط على الرابط التالي وللنسخة الانكليزية