استضاف برنامج “المنعطف”، الذي يُبث على شاشة “تلفزيون سوريا”، رئيس مجلس أمناء مركز حرمون للدراسات المعاصرة، الدكتور خضر زكريا، ليتحدث عن الثورة السورية وأسبابها الاجتماعية القريبة والبعيدة.
ولد خضر زكريا في مدينة دير عطية في ريف دمشق عام 1939. نال إجازة في الدراسات الفلسفية والاجتماعية من جامعة دمشق عام 1965، ودرجة الدكتوراة في علم الاجتماع من جامعة موسكو الحكومية عام 1971. وهو زميل في مركز أبحاث سوسيولوجيا التنمية في جامعة بيلفيد- ألمانيا، وعضو في لجنة صياغة الكثافة السكانية في سورية – الهيئة السورية لشؤون الأسرة في دمشق. يعمل خبيرًا في وزارة التخطيط التنموي والإحصاء بدولة قطر منذ 2007 حتى الآن، ألّف أو ساهم في تأليف 14 كتابًا، آخرها كتاب “خصائص التركيب الاجتماعي الطبقي في سورية” الذي صدر عن دار ميسلون/ مركز حرمون للدراسات المعاصرة. وله أكثر من خمسين بحثًا ودراسة منشورة، في قضايا: النظريات السوسيولوجية، تاريخ الفكر الاجتماعي، التنمية، الهجرة، الفقر، المرأة، التركيب الاجتماعي في سورية والبلدان العربية.
يرى زكريا في كتابه “خصائص التركيب الاجتماعي الطبقي في سورية”، والذي يُدرّس ضمن منهاج الجامعات السورية إلى الآن، أنّ البحث في التركيب الاجتماعي الطبقي يساعد في فهم الأسباب الاجتماعية- الاقتصادية الكامنة وراء اندلاع الثورة السورية عام 2011. وبحسب زكريا السبب الحقيقي، لاندلاع الثورة، هو اجتماعي-اقصادي يعود إلى السياسات المتبعة من قبل نظام البعث حتّى في مرحلة ما قبل الأسد الأب، والتي أدّت إلى إفقار الريف، الأمر الذي ساهم في نشاط حركة الهجرة من الريف إلى المدينة. والتي برأيه لم تكن حركة مدروسة مرتبطة بحاجة واستيعاب المدينة، ما أدّى إلى زيادة الأوضاع سوءًا. وبالمحصلة يرى الثورة كانت ثورة أبناء الريف المنهكين ضدّ مجتمع المدينة الرأسمالي المحتكر لثروات وخيرات الأرض.
أمّا ردّه على سؤال مقدم البرنامج، الأستاذ أنس أزرق، فيما إذا سقطت الماركسية أم لا، فيرى زكريا أنّ الماركسية ما زالت حاضرة، وأن الذي سقط هو نموذج تطبيقي لبعض الأفكار الماركسية التي لم تؤخذ على حقيقتها. الماركسية ليست عقيدة إنّما منهج، ما يعني أن هناك سطحية في قراءة الماركسية في العالم العربي.
بالعودة إلى الثورة السورية، يرى زكريا أنه على الرغم من إحباط البعض بسبب ثقل اللجوء في بلدان الشتات والواقع المتراجع على الأرض، إنما الثورة مستمرة بأشكال مختلفة وستحقق أهدافها بنيل الشعب حريته وكرامته من الطغمة الحاكمة وإقامة دولة وطنية تسودها العدالة والقانون.
يعتقد زكريا أنّ أخطر ما يمكن أن تمر فيه سورية هو التغيير الديموغرافي، إذ يسعى النظام جاهدًا لمنع اللاجئين من العودة مجددًا إلى الوطن من خلال إطالة أمد الصراع في المنطقة.
وبحسب زكريا، لم يعد الحل متاحًا في أيدي السوريين، إنّما أصبح متعلقًا بنتائج الصراع الروسي-الأميركي مع مراعاة مصالح الدول الإقليمية مثل تركيا، إيران و”إسرائيل”. وفي ظلّ هذا الوضع الدولي لم يعد الأسد أو حلفاؤه قادرين على فرض رؤيتهم كاملة في الحل، ومن هنا يأتي تفاؤله بالمستقبل على الرغم من الكارثة الكبيرة.
يُمكنكم متابع الحلقة كاملة من خلال الرابط التالي: