صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب “سورية الدولة والهوية: قراءة حول مفاهيم الأمّة والقومية والدولة الوطنية في الوعي السياسي السوري (1946-1963) لمؤلفته خلود الزغيّر، التي تُقدّم قراءة في الطروحات المتعلقة بهوية الدولة السورية والمفاهيم المركزية التي قام عليها النقاش بين هذه الطروحات؛ مثل “الأمّة”، و”القومية”، و”الدولة الوطنية”، داخل خطاب الأحزاب السياسية السورية التي تصدرت المشهد السياسي بعد الاستقلال التام لسورية في عام 1946 حتى وصول اللجنة العسكرية لحزب البعث إلى السلطة في عام 1963، سواء الأحزاب التي وُجِدت في السلطة أو التي كانت في المعارضة، انطلاقًا من أن أي قراءة في سؤال الدولة والهوية اليوم تحتاج إلى فهم الإشكاليات والظروف والسياقات التي تشكلت ضمنها الدولة السورية وهويتها في المراحل السابقة، خصوصًا أن السؤال حول وجود هوية سياسية – اجتماعية لسورية أو هوية وطنية سورية جامعة أمرٌ لا يزال مطروحًا. ويشتمل هذا الكتاب (272 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) على تسعة فصول.
يتناول الفصل الأول منها “الهوية السياسية والإشكالية الجغرافية والاجتماعية”، وفيه شرح عن التحديات الداخلية التي رافقت نشوء الدولة السورية وأحزابها السياسية، وأبرزها الإشكالية الجغرافية والإشكالية الاجتماعية، فيما يتناول الفصل الثاني “التحديات الخارجية للكيان الوطني السوري”، ويعالج التحديات الخارجية للكيان الوطني السوري والإطار الإقليمي والدولي الذي نشأ فيه، وتفكك مفهوم الوطنية والانتماء الوطني.
أمّا في الفصل الثالث “المؤسسة السياسية والمؤسسات المحلية التقليدية”، فتتناول المؤلفة بنية مؤسسة الدولة، وإلى أي درجة شكّل المجتمع السياسي السوري ومؤسساته دولة وطنية حديثة، وأثر الانتماءات فوق الوطنية أو تحت الوطنية في مؤسسات سياسية (كالأحزاب والبرلمان مثلًا)، وتتناول في الفصل الرابع “أثر الفكر القومي الغربي في التنظير لمفهوم الأمة” وخصوصًا النظريتين الفرنسية والألمانية.
ويناقش الفصل الخامس “بين الوطنية السورية والقومية العربية” الازدواجية أو التأرجح بين مفهومي الوطنية السورية والقومية العربية في خطاب الأحزاب السياسية السورية، فيما يدرس الفصل السادس قضية “الأمة واللغة”، ويبحث الفصل السابع “الأمة والتاريخ” والعلاقة بينهما، ويبحث الفصل الثامن “الأمة – الاقتصاد – الطبقة”.
في آخر فصول الكتاب؛ أي الفصل التاسع الذي ورد بعنوان “الأمة والدين”، تخوض المؤلفة في علاقة الأمة بالدين الإسلامي، وفي الاختلاف الفكري الواضح بين الأحزاب السياسية السورية حول مسألة وحدة الأمة على أساس الدين، وحول علاقة الدين بالدولة والسياسة. يُشار إلى أن خلود الزغيّر هي باحثة اجتماعية سورية مقيمة في باريس، درست علم الاجتماع ولها مجموعة من المقالات والدراسات في مراكز البحوث والصحف والمواقع الإلكترونية تتعلق بالوضع السوري.