يصدر قريبًا كتاب الدكتور عزمي بشارة الجديد بعنوان الانتقال الديمقراطي وإشكالياته: دراسة نظرية وتطبيقية مقارنة، الذي عمل عليه طوال العامين ونصف الماضيين، وذلك في إطار مشروعه البحثي حول الديمقراطية الذي بدأ بكتاب المجتمع المدني: دراسة نقدية عام 1996، ثم تلاه كتاب في المسألة العربية: مقدمة لبيان ديمقراطي عربي عام 2007، ثم سلسلة الكتب حول الثورات العربية( الثورة التونسية المجيدة، سوريا: درب الآلام نحو الحرية، وثورة مصر بمجلدين). وقد أنتج هذا الاهتمام البحثي أيضًا في عام 2016 كتاب مقالة في الحرية، وكتاب في الإجابة عن سؤال: ما الشعبوية؟ في عام 2019.
يقول بشارة إنه لاحظ خلال عمله البحثي غياب دراسة مرجعيّة وافيّة حول قضايا الانتقال الديمقراطي تأخذ بعين الاعتبار تطورها النظري والعملي في الغرب، من نظريات التحديث وحتى دراسات الانتقال المعروفة في ثمانينيات القرن الماضي، وصولًا إلى تعديلاتها المختلفة بعد الانتقال الديمقراطي في أوروبا الشرقية نهاية القرن العشرين؛ كما لا توجد مساهمة نظرية عربية منطلقة من التجربة العربية مستفيدةً من الإرث النظري القائم ونقده. ولذلك، عكف طوال هذه المدة على هذا البحث الذي يصدر في كتاب قريبًا. وقد قام الدكتور عزمي بشارة بمراجعة نقدية مكثفة ومطولة للأدبيات حول هذا الموضوع في الغرب، واختبرها على النظم العربية منذ الإصلاحات في مرحلة ثمانينيات القرن الماضي وحتى الثورات العربية وحالات الانتقال الديمقراطي القليلة التي تلتها والاستنتاجات النظرية الممكنة منها.
ود. بشارة هو المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وهو باحث وكاتب معروف، نُشرت له عدة كتب ومؤلفات في الفكر السياسي، والنظرية الاجتماعية، والفلسفة. عمل أستاذًا للفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت بين عاميْ 1986 و1996. وساهم في تأسيس مراكز بحثية في فلسطين، منها: المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية (مواطن)، ومركز مدى الكرمل للدراسات الاجتماعية التطبيقية. اضطر في عام 2007 إلى الخروج إلى المنفى بعد ملاحقته إسرائيليًا بتهمٍ أمنية.
نشر بشارة مئات الأوراق والدراسات والبحوث في دوريات علمية بلغات مختلفة، بالإضافة إلى المؤلفات العديدة، التي أصبح بعضها مرجعيًا في مجالها، أنجز عملًا تأريخيًا تحليليًا وتوثيقيًا للثورات العربية التي اندلعت في عام 2011، ونشره في ثلاثة كتب هي: “الثورة التونسية المجيدة“؛ و”سورية درب الآلام نحو الحرية: محاولة في التاريخ الراهن“؛ و”ثورة مصر” (في مجلدين). وتناولت هذه المؤلفات أسباب الثورة ومراحلها في تلك البلدان، وتعد مادةً مرجعيةً ضمن ما يُعرف بالتاريخ الراهن؛ لما احتوته من توثيق وسرد للتفاصيل اليومية لهذه الثورات مع بعدٍ تحليلي يربط السياقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل ثورة فيما بينها.