مقدمة
كانت قضية السوريين الكرد حاضرة في المشهد السوري منذ عقود على الرغم من إنكار نظام البعث لها وسعيه الدائم للتعتيم عليها وعلى معاناة السوريين الأكراد ، فقد رفض على مدى عقود سلطته منح الأكراد الحقوق الوطنية السورية، مثلما حرم بقية المواطنين السوريين من حقوق المواطنة والمساواة، وقد خصّ الكرد بدرجة أعلى من التمييز السلبي.
فتحت ثورة الشعب السوري في آذار/ مارس 2011 ضدّ نظام الاستبداد آفاقًا جديدة أمام سورية وشعبها، على الرغم من القمع والعنف الاستثنائيين اللذين تعرضت لهما. لكن أحوال الثورة ومساراتها قد تعقّدت خلال السنوات الخمس الماضية بحكم ما أنتجته سياسة النظام بشكل أساسي من كوارث عبر فتحه الباب للتدخلات الخارجية من كل حدب وصوب، ما أدى إلى ضرب مسألة الإجماع الوطني وتشتت القوى السياسية والمدنية والمجتمعية وذهابها في مسارات ضيقة وغير واضحة المعالم، خصوصًا في ظل غياب إرادة دولية حقيقية بوضع حلٍّ عادل وشامل للقضية السورية.
تشغل القضية الكردية في سورية اليوم حيزًا رئيسًا في النقاشات السورية في ظل الآفاق الجديدة التي يأمل الشعب السوري بالوصول إليها ، فهي تطرح أسئلة كثيرة حول طبيعة النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي سيسود في سورية مستقبلًا. وقد شكلت خطوة إعلان الفدرالية من جانب بعض القوى الكردية، بالاعتماد على القوة العسكرية، عاملًا محرِّضًا لتأجيج النقاش حول القضية الكردية في سورية وذهابه في مسارات سلبية وضارة للعرب والكرد في آنٍ.
هذا يتطلب من السوريين اللقاء وفتح حوار سوري حقيقي حول القضية الكردية في سورية والعلاقات العربية الكردية وآفاقها وطبيعة النظام السياسي المأمول، وغيرهامن الموضوعات.
هنا تأتي مبادرة مركز حرمون للدراسات المعاصرة في تخصيص صالون حواري باسم “صالون هنانو” ليكون في منزلة منصة حوار عربي كردي في سورية تعقد لقاءات متعدِّدة، ويشارك في كل لقاء مجموعة من الشخصيات السورية متنوعة في انتماءاتها وتصوراتها، بهدف الوصول إلى توافقات حول “القضية الكردية في سورية” بوصفها إحدى قضايا المسألة الوطنية الديمقراطية في سورية، بالتزامن مع طرح أعمال هذه المنصة الحوارية للنقاش العام في سورية.
لذلك دعا “صالون هنانو” نخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن العام، إلى جلسة حوارية في 12 و13 آب/ أغسطس 2016 في مدينة برلين بألمانيا.
محاور الجلسة الحوارية
أ- في تجارب الحوار السابقة: عيوب الحوار العربي الكردي خلال الفترات الماضية
ب- قراءات تاريخية: آثار نظام الحكم البعثي على أكراد سورية
ج- في الثورة السورية: الثورة السورية وآثارها على العلاقة العربية الكردية
د- في المستقبل السوري:
- الوصول إلى تصورات مشتركة حول حل عادل ومتوازن للقضية الكردية في سورية
- الدور المطلوب من المثقفين والسياسيين العرب والكرد
- ما مخرجات الحوار والخطوات المقبلة.
صالون هنانو- مركز حرمون للدراسات المعاصرة