الجزيرة السورية ومنطقة الفرات – الواقع والمستقبل

للجزيرة السورية (المنطقة التي تقع بين نهري دجلة والفرات – ومحيطهما – في الأراضي السورية) وضع تاريخي وسياسي واقتصادي متشعب، وهو وضع يتعلق بتاريخ المنطقة وتكوينها السكاني، وموقعها الجيوسياسي.

هناك تنوع قومي وديني ثري في الجزيرة السورية ومنطقة الفرات، قلّما نجد نظيره في مناطق أخرى من سورية. إذ يعيش فيها ناس من أصول وأديان مختلفة: عرب، أكراد، مسلمون، سريان، مسيحيون، ويعيش فيها أهل الريف والمدينة وأصحاب الحرف المختلفة. وهذا يعني التنوع في طرق الحياة وأنماط المعيشة والعادات. وعلى الرغم من توزع سكان الجزيرة السورية ومنطقة الفرات بين أربع محافظات هي: دير الزور، الحسكة، الرقة والمنطقة الشرقية من حلب، فإن هناك سمات عامة يشترك بها سكان المنطقة، الأمر الذي يسمح بدراستها كوحدة قائمة بحد ذاتها من دون أن يعني ذلك عدم وجود خصوصيات لبعض مناطقها، أو إنها ليست جزءًا لا يتجزأ من سورية الحالية.

لم يشعر قسم كبير من أهالي الجزيرة السورية ومنطقة الفرات، خلال حقبة الأسد، من عرب وكرد ومسيحيين أنهم شركاء فعليون في سورية. لقد عقّدت سياسات آل الأسد الوضع في المنطقة بصورة جعلتها من أكثر المناطق عرضة للتوترات السياسية. وكان من الطبيعي أن تنفجر تلك التعقيدات في الجزيرة السورية بعد اندلاع الثورة في 2011. وسرعان ما عمت التظاهرات في مدن وبلدات المنطقة، وسقط الآلاف في الشوارع والساحات العامة، قبل أن تسيطر كتائب الجيش الحر، ثم الكتائب الإسلامية المحلية على الوضع. ولم نصل إلى عام 2013 حتى خرج القسم الأكبر من المنطقة على سيطرة الجيش الرسمي، واستولى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مناطق واسعة من الجزيرة، حيث بدأ مشروعه بإقامة خلافة إسلامية عاصمتها الرقة.  وبعد عام 2017 أسست قوات سوريا الديمقراطية إدارة حكم ذاتي فيها.

لقد عانت المنطقة زمنًا طويلًا سياسات آل الأسد في المجالات الأمنية والاقتصادية والتعليمية والديمغرافية المختلفة، ولم تكن المرأة في منطقة الجزيرة بأحسن حالًا أيضًا. وثمة قضايا كثيرة -غير مستقبل المنطقة السياسي- تشغل بال أهل المنطقة اليوم، وتأتي قضيتا (المختفين قسرًا) و(التهجير القسري) في مقدمة ذلك.

اليوم تعيش الجزيرة السورية ومنطقة الفرات وضعًا جديدًا ومعقدًا، الأمر الذي يجعل مستقبلها مجهولًا؛ ثمة أربعة جيوش أجنبية على أراضيها، ويديرها نظام حكم ذاتي، فأي مستقبل ينتظر الجزيرة السورية ومنطقة الفرات؟

تدعو مجلة قلمون الكتاب والباحثين إلى الكتابة في المحاور المبينة أدناه. وتأمل هيئة تحرير المجلة أن تبتعد البحوث المقدمة عن عرض الموضوعات بصورة تسلسل تاريخي أو استعراض للأحداث، وترحب بالاتجاه إلى البحث المُشكِل الذي يهتم بطرح القضايا عبر مناقشة أسبابها وتفاعلاتها ونتائجها في المنطقة ومستقبلها.

 أما المحاور التي أعطتها هيئة التحرير الأولوية لتغطية هذا الملف فهي الآتية: (يمكن للباحثين أضافة موضوعات أخرى)

أولًا: محور التاريخ، الهجرات والتحولات

  1. أهمية الموقع الجيوسياسي لمنطقة الجزيرة والفرات.
  2. الهجرات والتحولات الكبرى في المنطقة منذ بدايات القرن العشرين حتى اليوم.
  3. آثار اتفاقيات سايكس بيكو ولوزان وتوابعهما في وضع المنطقة.
  4. تطور النظام الإداري للمنطقة وآثاره السياسية.
  5. نشأة بعض مدن المنطقة وأوضاعها التاريخية والسياسية. 

ثانيًا: محور الثقافة والأدب والفنون

  1. الحركة الأدبية في المنطقة وتفاعلاتها السياسية.
  2. الحراك الثقافي ومشاغله.  
  3. الأدب الشعبي في المنطقة.
  4. إهمال آثار المنطقة ومعالمها الأثرية. 
  5. التراث الغنائي وموضوعاته.
  6. الفن التشكيلي وواقعه في المنطقة.
  7. دور القضاء العشائري في المجتمع الأهلي.

ثالثًا: سياسات آل الأسد في الجزيرة السورية قبيل الثورة وبعدها

  1. السياسات الأمنية للنظام في المنطقة.
  2. السياسات الاقتصادية وآثارها في أهل المنطقة
  3. مشكلات التعليم وآثار السياسات التعليمية
  4. السياسات الديمغرافية وأهدافها.
  5. السياسات القانونية والقضائية وتأثيرها في حاضر المنطقة ومستقبلها.
  6. أثر سياسات النظام في حاضر المرأة ومستقبلها من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية.
  7. أثر سياسات الأسد في الثقافة السياسة وخصوصية الوعي السياسي في المنطقة. 

رابعًا: تفاعل المنطقة مع وقائع الثورة السورية وتطوراتها

  1. تفاعل عشائر المنطقة مع أحداث الثورة.
  2. دور المجتمع المدني في مجريات الثورة.  
  3. دور الفصائل المسلحة في مجريات الثورة.
  4. مرحلة حكم الدولة الإسلامية (داعش) وأثرها في المنطقة.
  5. سياسات (قسد) في المنطقة وتجربة الحكم الذاتي.
  6. التهجير القسري في المنطقة بعد الثورة وآثاره في أهل المنطقة.
  7. ظاهرة الاختفاء القسري ومعاناة أهالي المفقودين. 
  8. استشراف المستقبل السياسي للجزيرة السورية ومنطقة الفرات.

للمشاركة في ملف العدد:

  1. إرسال ملخص مقترح بحثي لا يتجاوز عدد كلماته 500 كلمة، وذلك حتى موعد أقصاه 5 كانون الثاني/يونيو 2022، على أن تستكمل البحوث في موعد أقصاه 5 آذار/ مارس 2022.
  2. للباحثين حرية الكتابة في أي من الموضوعات المذكورة أعلاه، والتعبير عن رؤيتهم بما يرونه مناسبًا. وسترد عليهم هيئة التحرير خلال أسبوع من تسلم المقترحات بالموافقة أو الرفض.
  3. ترسل المقترحات البحثية إلى إيميل رئيس التحرير: youssef.salamah@harmoon.org

يرجى من الباحثات والباحثين مراعاة سياسة تحرير مجلة قلمون في المقترحات والبحوث. في ما يأتي

رابط سياسة التحرير في مجلة قلمون: https://cutt.us/BoiHU

للمزيد يمكنكم الاطلاع على الورقة كاملة بالضغط على علامة التحميل