أنهى مركز حرمون للدراسات المعاصرة دورةً تدريبية حول تصميم البحث الاجتماعي الميداني، لمجموعة من الشباب اللبنانيين الناشطين المتطوعين من طرابلس شمال لبنان، بالتعاون مع تجمّع “حراس المدينة”، استمرت أسبوعًا.
هدفت الدورة إلى تعريف المتدربين بمشكلة البحث الاجتماعي ومفهومه، ومصادر الحصول على مادته، ومعايير اختيارها، ثم اختيار عنوان البحث والشروط المنهجية التي يجب أن تتوفر فيه. وتتطرق إلى مبررات البحث، وأهمية الدراسة العلمية والعملية، والدراسات والأبحاث السابقة ومنهجية استعراضها، وأهداف البحث، ومفاهيمه ومنهجيته وطرائقه ووسائله.
بلغ عدد الحضور في الدورة 17 متدربًا، تراوحت أعمارهم بين 20 و40 سنة، وأرشف على الدورة ودرّب فيها د. طلال المصطفى، الباحث في قسم الدراسات في مركز حرمون للدراسات المعاصرة.

وحول الدورة، قال المصطفى “لقد تضمنت دورة تصميم البحث الاجتماعي الميداني أهم خطوات البحث العلمي في المجال الاجتماعي الميداني، وفي الواقع كانت تجربة علمية ومهنية جديدة لي شخصيًا كمدرب، فقد أعتدت التدريب فيزيائيًا في القاعات الصفية، وبالتالي كانت لدي هواجس في البداية من جدواها التدريبي، لكن تبيّن لي أن نتائج الدورة لا تقل أهمية وفاعلية عن الدورات الصفّية الفيزيائية، بل أستطيع القول إن التفاعل معي من قبل المتدربين كان أفضل في بعض التدريبات مقارنة بتجارب الدورات الصفية الفيزيائية، خاصة أن فريق المتدربين الشباب تابع معي خطوات البحث العلمي في الجانب العملي، حيث تم اختيار موضوع علمي مهتمون به في لبنان وتم تطبيق كل خطوة من خطوات البحث يوميًا، ووصلنا الى مسودة أولية لخطوات تصميم البحث الاجتماعي الميداني بما فيه تصميم الاستبيان، الذي أصبح تقريبًا جاهزًا للنزول إلى الميدان وجمع المعلومات، ولذلك قررت المتابعة مع فريق المتدربين بعد انتهاء الدورة خطوات تنفيذ البحث الميداني بما فيها جمع البيانات وتحليلها الاجتماعي، أي حتى إنجاز البحث بالصور النهائية”.

وحول المشاركة في الندوة، قال حسام بربارة، أحد المتدربين الشباب اللبنانيين المتطوعين في فريق حراس المدينة “في الواقع اكتسبنا وتعلمنا في هذه الدورة التدريبية بشكل عملي كل خطوات البحث الاجتماعي الميداني، من تحديد المشكلة، إلى الأهمية النظرية والعملية للدراسة، أهداف الدراسة، الإطار النظري والدراسات السابقة، وصولًا إلى منهجية الدراسة وخاصة تصميم الاستبيان، وقد طبقنا هذه الخطوات بشكل عملي كل يوم، وسيتابع معنا المشرف على الدورة متابعتنا بعد انتهاء الدورة حتى إنجاز البحث الذي تم اختياره من قبلنا”، وأضاف “الأهم التجربة العلمية المهنية التي اكتسبناها عبر الانترنت، وإمكانية الاستفادة من الخبرات العلمية والمهنية من خارج الوطن، ولابد من الشكر لمركز حرمون للدراسات المعاصرة والدكتور طلال مصطفى على هذه الدورة”.

تأتي هذه الدورة في سياق الدورات التدريبية التي يُنظّمها مركز حرمون، في مجالات العلوم الإنسانية المختلفة، والتربية والتعليم، والإعلام والصحافة، والفنون والإدارة واللغات، وهي دورات موجهة إلى السوريين والعرب، خصوصًا الشباب الطامحين إلى زيادة معارفهم وإمكاناتهم ومهاراتهم، عبر الاهتمام بالمعارف العلمية المتخصصة المعاصرة.
طلال المصطفى: باحث في وحدة الأبحاث الاجتماعية، في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، دكتوراه في علم الاجتماع، أستاذ الخدمة الاجتماعية في جامعة دمشق سابقًا. له العديد من الكتب والدراسات المحكمة في المجلات السورية والعربية.
حراس المدينة: تجمّع تأسس عام 2015، مع أزمة النفايات التي عمّت جميع المناطق اللبنانية، وما نتج عنها من حراكٍ شعبي، وضمّت متطوعين لحراسة المدينة من مشوهيها، قاموا بحملات عديدة لتجميل الطرقات والمساهمة في إنشاء شوارع نموذجية، وتوسّع نشاطهم لنشر ثقافة العمل التطوعي لحماية المدينة، بالاعتماد على تمويلهم الذاتي، وفي مرحلة لاحقة أُطلق عليهم وصف “حراس الثورة” في طرابلس.
مركز حرمون للدراسات المعاصرة: هو مؤسسة بحثية ثقافية تُعنى بشكل رئيس بإنتاج الدراسات والبحوث المتعلقة بالمنطقة العربية، خصوصًا الواقع السوري، وتهتمّ بالتنمية الاجتماعية والثقافية، والتطوير الإعلامي وتعزيز أداء المجتمع المدني، واستنهاض الطاقات البشرية السورية وتمكينها، ونشر الوعي الديمقراطي، وتعميم قيم الحوار واحترام حقوق الإنسان.