استضاف مركز حرمون للدراسات المعاصرة، 1 آذار/ مارس 2023، كلًّا من أيهم السخني، رئيس التخطيط والدراسات في الهلال الأحمر القَطري؛ ورامي فتوح، رئيس قسم الرصد والتأهّب بإدارة الطوارئ والإغاثة في جمعية قَطر الخيرية، في ندوة حواية بعنوان: “استجابة المنظمات القَطرية لزلزال سورية وتركيا.. الحملات العاجلة ومشاريع التنمية المستدامة“.

تناولت الندوة التي أدارها عمر إدلبي، مدير مكتب الدوحة في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، جهود الجهات القَطرية، في إطار الاستجابة الطارئة للزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية، وأبرز الصعوبات التي واجهتها فرق الإغاثة والمساعدة القَطرية في الشمال السوري، وناقشت توجهات الجهات القطرية الإغاثية والخيرية التنموية في شمال سورية، وتصوّرات التعاون مع المراكز البحثية السورية لرصد وتقييم الاحتياجات والمشاريع المطلوبة.

تحدّث السخني في بداية الندوة عن الإجراءات الأولية التي اتخذها الهلال الأحمر القطري، في الأيام الأولى لوقوع الزلزال، وأشاد بتميز دولة قَطر على المستوى العالمي في مجال الاستجابة الإنسانية، مشيرًا إلى أنها كانت من أوائل الدول التي تحرّكت سريعًا وقامت بتوزيع المساعدات في الشمال السوري، سواء من خلال الهلال الأحمر القطري أو جمعية قطر الخيرية، إضافة إلى الجسر الجوي الذي سيّرته قطر باتجاه تركيا، وقدّمت من خلاله مساعدات طبية وإغاثية عاجلة، مضيفًا أنّ قطر أرسلت العديد من الأطباء المتخصصين في مجالات طبية عديدة، لتقديم المساعدة للجرحى.

بدوره، تحدث رامي فتوح، رئيس قسم الرصد والتأهب بإدارة الطوارئ والإغاثة في جمعية قطر الخيرية، عن استجابة الجمعية لكارثة الزلزال في تركيا وسورية خلال الساعات الأولى مباشرة، وذلك من خلال تشكيل خلية أزمة في مقرّ الجمعية في الدوحة، وتواصلها مع خلية أزمة أخرى في مكتب تركيا ومكاتب الجمعية في الداخل السوري، في إعزاز وعفرين، وبدأ العمل بشكل أساسي مع الفرق الميدانية لتقديم المساعدات العاجلة، مع التنسيق بين فرق الجمعية ومنظمات المجتمع المدني في تركيا وفي الشمال السوري، من أجل ترتيب أولويات الاحتياجات، وقد بدأ توزيع المواد الغذائية الجاهزة للاستخدام مباشرة، وسيستمر توزيع المساعدات الغذائية والإغاثية على مدار الشهرين المقبلين أيضًا.

ناقش الضيفان الجهود المبذولة لتأمين مستلزمات الإيواء والحماية من البرد، في الشمال السوري، وأشار فتوح إلى أن المدنيين في هذه المنطقة يعانون أزمة مركبة، تتمثل في كون الشمال السوري منطقة مكتظة بالنازحين من ناحية، وفي توقيت الزلزال في فصل الشتاء من ناحية أخرى، وهذا ما جعل الكارثة مضاعفة، بسبب كثرة عدد المتضررين الذين فقدوا بيوتهم، والحاجة الماسة إلى إيجاد حلول بديلة بالسرعة القصوى، من خلال العمل على تأمين خيم للمتضررين، وتم تجهيز 4900 خيمة، منذ بداية الكارثة حتى الآن. وأضاف أن الفترة القادمة ستشهد انتقالًا من مرحلة الإيواء العاجل (الخيم) إلى مرحلة الإيواء المؤقت وتأمين مراكز إيواء مؤقتة للمتضررين (بورت كابن).

في السياق ذاته، أوضح السخني أنه لا يمكن الاعتماد على حلول الإيواء العاجل بشكل دائم في الشمال السوري، خاصة في فصل الشتاء، لذلك اعتمد الهلال الأحمر القطري خطة بناء القرى السكنية الإسمنتية، وقد نفّذ الهلال الأحمر القطري العديد من هذه المشاريع سابقًا في المنطقة، ولم تتضرر من الزلزال، وسيتم بناء هذه القرى في جنديرس وحارم، خلال المرحلة القادمة.

تطرقت الندوة إلى أسباب تعذّر إدخال أدوات ومعدات البحث والإنقاذ خلال الأيام الأولى للزلزال. وفي هذه النقطة، أوضح السخني أنه كانت هناك إشكالية كبيرة تتعلق بهذا الموضوع، لأن مَن يمتلك هذه الأدوات والمعدات عادةً هي الحكومات، وعملية تأمينها أو شرائها وتوفير الوقود لتشغيلها لا تتوافر لدى الجمعيات والمؤسسات الإنسانية، إضافة إلى وجود إشكالية أكبر، هي أنّ معظم الدول أرسلت مساعداتها وفرق الإنقاذ إلى تركيا، وقد تجاوز عدد أفراد الفِرق المرسَلة 1000 شخص، في حين لم يُرسل أي فريق إنقاذ للشمال السوري، مضيفًا أن عدم وجود دولة في الشمال السوري لا يعني التقاعس عن إرسال فرق الإنقاذ للمنطقة.

لفت السخني النظر إلى تقاعس الأمم المتحدة عن الاستجابة العاجلة للزلزال خلال الأيام الأولى، بذريعة الصعوبات اللوجستية، وإلى عدم تقديمها أي دعم للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) الذي كان له دور كبير في تخفيف آثار هذه الكارثة، لأنّه مدرّب ويمتلك خبرة جيدة في التعامل مع هذه الكوارث، ومع ذلك لم يتلقَّ أي دعم لوجستي يساعده في عمليات البحث والإنقاذ.

من جانب آخر، تحدث فتوح عن مشكلة عدم وجود جهة مركزية، على غرار (آفاد)، في الشمال السوري، تقدّم معلومات وبيانات دقيقة حول المناطق المتضررة والاحتياجات اللازمة، وكانت المعلومات تصل من أكثر من جهة بشكل عشوائي أو تفضيلي في بعض الأحيان.

سلّطت الندوة، في الجزء الأخير منها، الضوءَ على خطط ومشاريع الهلال الأحمر القطري وجمعية قطر الخيرية، المتعلقة بإعادة الإعمار والتنمية المستدامة وتأهيل القطاعات الخدمية والصحية والتعليمية.

التسجيل الكامل للندوة متاحٌ على منصّات التواصل الاجتماعي التابعة لمركز حرمون للدراسات المعاصرة.

فيسبوك facebook.com/HarmoonCenter

تويتر twitter.com/HarmoonCenter

يوتيوب youtube.com/HarmoonOrg