صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، حديثًا، كتاب حرب حزيران/ يونيو 1967: مسارات الحرب وتداعياتها، وهو كتاب يضمّ بحوثًا منتخبة من عدة بحوث قُدِّمت في مؤتمر عقده المركز العربي، عام 2017، بعنوان “خمسون عامًا على حرب حزيران/ يونيو 1967: مسارات الحرب وتداعياتها”.
يتألف الكتاب من 12 فصلًا وُزعت في أربعة أقسام. في القسم الأول الذي يحمل عنوان “نصف قرن على حرب حزيران/ يونيو: قراءة جديدة”، على فصلين، الأول نجد فيه نص المحاضرة التي افتتح بها عزمي بشارة المؤتمر، وهي بعنوان “ما قبل حرب 1967 وما بعدها، كي لا يتجنب النقدُ النقدَ”، وفيها طرح مسألة عدم التطرق إلى أخطر إخفاق سياسي وعسكري عربي في التاريخ العربي الحديث للحرب، بينما صدرت مئات الدراسات في إسرائيل والغرب في دراسة الحرب وتحليل أسبابها ونتائجها، رادًّا ذلك إلى أنّ التدقيق في مجريات الحرب نفسها، والبحث في الإخفاقات العسكرية والتخبط في صنع القرار السياسي، اعتُبرا من المحظورات.
في الفصل الثاني المعنون “حزيران/ يونيو الأسود والنهضة الغائبة: الخلل المركّب في تحليل أُم الهزائم العربية وتشخيصها”، فقد حاول مؤلفه عبد الوهاب الأفندي أن يشخص الهزيمة بوصفها أقسى من الصدمات السابقة، منذ غزو نابليون بونابرت لمصر؛ إذ كانت، في رأيه، هزيمةً لعمارة المجتمع العربي ولبنيته المادية والعقلية معًا، كشّافةً لتأخره السياسي والاقتصادي والتقني والثقافي.
أما القسم الثاني، الذي يحمل عنوان “مسارات الحرب على الجبهات الثلاث (مصر والأردن وسورية)”، فإنه يشتمل على ثلاثة فصول. في الفصل الثالث المعنون “هزيمة غير حتمية؟ الأداء القتالي على الجبهة المصرية”، يقول مؤلفه عمر عاشور إن الهزيمة العسكرية للقوات المصرية في الحرب لم تكن حتمية بسبب إمكاناتها الهائلة العددية والنارية والتسليحية، إلى جانب الدعم الخارجي المكثف من قوى عظمى، والدعم الشعبي والإقليمي.
في الفصل الرابع، الذي يحمل عنوان “العمليات العسكرية على الجبهة الأردنية في حرب حزيران/ يونيو 1967 (شهادة قائد سرية مشاة وضابط استخبارات في معركة القدس 1967)”، فيبحث مؤلفه غازي ربابعة في استعدادات الجيش الأردني وقدراته عشية الحرب، مع التأكيد على أن هذا الجيش كان مدربًا في تلك الفترة، مقارنةً بجيوش المنطقة العربية، لكن ما كان ينقصه هو غطاء جوي ورئيس أركان حقيقي.
في الفصل الخامس، “حرب حزيران/ يونيو 1967 على الجبهة السورية: سقوط الجولان وقصة البيان رقم 66″، فيحاول مؤلفه مروان قبلان، تقديم أقرب رواية واقعية ممكنة للأوضاع العسكرية والسياسية التي أفضت إلى سقوط الجولان، والأسباب التي أوصلت إلى هذه النتيجة التي كان لها تداعيات كبيرة على مستقبل سورية والمنطقة العربية كلها.
القسم الثالث من الكتاب والذي يحمل عنوان “إسرائيل والطريق إلى حرب حزيران/ يونيو 1967″، يتكون من فصلين. في الفصل السادس “عملية صنع قرار حرب حزيران/ يونيو 1967 في إسرائيل”، تناول المؤلف محمود محارب، عوامل أثّرت في عملية صنع قرار الحرب التي شنتها إسرائيل على مصر، وأبرزها العامل الأيديولوجي الصهيوني والعامل الأمني، لتبرير توسيع حدود الدولة.
في الفصل السابع “داود أم جالوت؟ الجدل الإسرائيلي حول حرب حزيران/ يونيو 1967″، فيتناول المؤلف ياسر جزائرلي، الجدل الإسرائيلي التاريخي حول أسباب الحرب، ويحلل رؤية إسرائيل لنفسها بأنها مطوَّقة بدول معادية تستهدف القضاء على وجودها، ويرى أن الغرب نظر إلى إسرائيل والعرب على هذا النحو طوال عقود.
القسم الرابع، “حرب حزيران/ يونيو وتداعياتها فلسطينيًا”، يتألف من ثلاثة فصول. في الفصل الثامن المعنون “هزيمة حزيران/ يونيو 1967 وإسهامها في إعادة بعث القوى السياسية المقاومة في الضفة الغربية”، يتحدث مؤلفه بلال محمد شلش عن انطلاق مقاومة مسلحة فورية في الضفة الغربية، بعد هزيمة حزيران/ يونيو، تتنافى وواقع قواها السياسية المفككة. ويستنتج أن بعث المقاومة المسلحة في الضفة ونشاطها خلال الأعوام (1967–1970)، نتجَا جزئيًا من تحطم بنية الرقابة والسيطرة الأمنية التي فرضتها الحكومة الأردنية في الضفة.
في الفصل التاسع الذي يحمل عنوان “أثر حرب حزيران/ يونيو 1967 في المقاومة الفلسطينية”، يبحث مؤلفه معين الطاهر، في أثر الهزيمة في تطور حركة المقاومة الفلسطينية في المجالات التنظيمية والعسكرية والشعبية، من خلال مقارنة وضعها قبل الهزيمة بما بعدها.
أمّا في الفصل العاشر “تأثير حرب حزيران/ يونيو 1967 في الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة”، فيتطرق المؤلف محمد السمهوري إلى تأثير الحرب في الاقتصاد الفلسطيني تأثيرًا سلبيًا وعميقًا، ويشخّص هذا الاقتصاد قائلًا إنه لا يزال يعاني تداعيات هذه الحرب المدمرة عليه.
القسم الخامس والذي يحمل عنوان “الأبعاد الدولية لحرب حزيران/ يونيو 1967″، يتألف من فصلين. وفي الفصل الحادي عشر المعنون “هل كانت الحرب حتمية؟ قوّة الطوارئ التابعة للأمم المتحدة ودورها في حرب حزيران/ يونيو 1967″، يحاول مؤلفه عبد الحميد صيام الإجابة عن أسئلة عدة، منها: هل كانت حرب 5 حزيران/ يونيو حتمية؟ هل كان في الإمكان تفاديها؟ ما الدور الذي أدّته قوّة الأمم المتحدة للطوارئ؟ هل تصرف الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بما ينسجم مع القانون الدولي؟ ما الخطوات التي قام بها، والتي لم يقُم بها أيضًا، لمنع اندلاع الحرب؟.
وفي الفصل الثاني عشر والأخير والذي جاء بعنوان “الحرب العربية – الإسرائيلية في عام 1967 في الوثائق الأميركية”، يبحث أسامة أبو ارشيد في موقف الولايات المتحدة من الحرب، بناءً على وثائق إدارة الرئيس الأميركي ليندون جونسون المتاحة، وهي وثائق نُشرت في عام 2004 على موقع تابع لوزارة الخارجية الأميركية.
للمزيد
https://2u.pw/yUeaZ
من المؤسف ان الدكتور احمد الحسين المشرف عىل الكتاب لم ينشر بحثي في الكتاب وهذا غير مبرر .
فقد عملت بحثا مهما وبطلب من المركز وترجمت عدة عشرات من الوثائق السوفيتية من ارشيف وزارة الخارجية الروسية وعملت عدة اشهر على اعداد الموضوع ،وشاركت في المؤتمر في المركز حول الموضوع،
وبعث لي الدكتور احمد طالبا بان اراجع البحث واثبت المراجع وبعثت له النسخة النهائية.
والغريب انه ارتأى تجاهل بحثي فجاء الكتاب ناقصا لانه يتحدث عن الدور الامريكي ويتجاهل علاقة السوفيت بتلك الحرب
سامحكم الله في المركز العربي