صدر العدد السادس عشر من “قلمون: المجلة السورية للعلوم الإنسانية” بالتعاون مع “مساواة/ مركز دراسات المرأة”، ويفتح ملفه الرئيس نافذة على “النسوية السورية”، عنيت فيه الباحثات المشاركات في الملف والباحثون بصورة المرأة في الإعلام السوري والفنون، ورؤية القانون السوري للمرأة، يضاف إلى ذلك مناقشة قضايا النسوية التقاطعية وإمكان تطبيقها في الواقع السوري، مع البحث في النسوية “الآبوجية” وواقع المرأة الكردية، و”النسوية الإسلامية.
كتبت في هذا الملف إيناس حقي، أمل حميدوش، لبابة الهواري، هدى أبو نبوت، رهادة عبدوش، صبيحة خليل، علياء أحمد، يضاف إليهن طارق عزيزة وحمدان العكلة، علاوة على بحوث ذات صلة بموضوعات النسوية في الأبواب الثابتة للمجلة في قسمي الدراسات ومراجعات الكتب.
“عكست الأبحاث المقدمة في هذا الملف سعي النسوية إلى طرح القضايا والملفات جميعها التي تتناول مجالات الحياة كافة من منظور جندري، أي مناقشتها من منظور حقوق النساء وخصوصية تجاربهن الحياتية، بالتزامها بوحدة تحليلية أساس ومركزية هي وحدة التحليل الجندري. وانعكس ذلك في تنوع المجالات التي خاض بها الباحثات والباحثون، والتي تستدعي تقديرنا الكبير للجهد الذي بذلوه، نظرًا للتحديات الكبيرة التي تواجهها الباحثة أو الباحث في هذا المجال، ومن بينها شح المراجع، وصعوبة الوصول إلى معلومات ما يزال المجتمع يقف متوجسًا ممانعًا أمام الحديث عنها، وفي مقدمتها العنف ضد النساء الذي يتضاعف في زمن النزاعات المسلحة. “
كتبت مية الرحبي، المديرة التنفيذية لمركز مساواة، افتتاحية هذا العدد، وعرضت التطور التاريخي والاصطلاحي لـ “النسوية” و”الجندر” عالميًا وعربيًا، وصولًا إلى استقبال النسوية في سورية. تقول الرحبي عن الثورة السورية وأثرها في النشاط النسوي وأدوار النساء السوريات: “مع قيام الثورة السورية ظهرت مجموعات نسائية جديدة عملت في الإغاثة، وتطورت التجمعات النسوية الصغيرة التي وجدت قبل الثورة، ونشأت منظمات نسوية أخرى، لتتوضح معالم حركة نسوية سورية بكامل أبعادها، اختصرت مراحل تطور الموجات النسوية الغربية كلها في بضع سنوات، وأصبح هنالك ما يمكن أن نطلق عليه من دون أي تحفظ “حركة نسوية سورية” بكل ما في الكلمة من معنى”.
تحاول مجلة قلمون من خلال هذا التعاون مع “مساواة/ مركز دراسات المرأة” الدفع بعجلة الاهتمام بقضايا النساء في سورية إلى الأمام، بدءًا بنشر المفهومات، مرورًا بدعم الحركة النسوية السورية في نشاطها على هذا الصعيد، وليس انتهاء بفسح المجال أمام الباحثات السوريات النسويات “لإجراء أبحاث ميدانية تتناول أوضاع النساء في السياق السوري في مختلف المجالات، من وجهة نظر تراعي حقوق الإنسان للنساء، ودراسة أوضاعهن من منظور جندري، سعيًا للنهوض بالمرأة السورية التي أنهكها الفقد والعنف والتهجير والحرمان”، وديدنها الوصول إلى دولة ديمقراطية تنال فيها النساء حقوقهن كاملة غير منقوصة.
و”مساواة/ مركز دراسات المرأة” مركز بحثي مقره فرنسا، يعنى بصورة رئيسة بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وكل ما يمكن أن يحقق هذه الغاية من فعاليات ونشاط مدني وثقافي.
“قلمون: المجلة السورية للعلوم الإنسانية” مجلة فصلية محكمة، يصدرها “مركز حرمون للدراسات المعاصرة” بالتعاون مع “الجمعية السورية للعلوم الاجتماعية”، تسعى إلى مد جسور البحث العلمي مع الباحثات والباحثين، ولا سيما الشباب منهم، سوريًا وعربيًا.
يمكن الاطلاع على كامل العدد وتحميله من خلال الرابط أدناه.
يذكر أن مجلة قلمون ما زالت تستقبل مقترحات الباحثات والباحثين للمشاركة في ملف العدد السابع عشر “المسرح السوري منذ الاستقلال وحتى عام 2020”. يمكن الاطلاع على محاور الملف من خلال الرابط أدناه.