صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، كتاب الصين والشرق الأوسط: دراسة تاريخية في تطور موقف الصين تجاه قضايا المنطقة العربية بعد الحرب الباردة، يحاول فيه حكمات العبد الرحمن فهم الصين من خلال القضايا العربية الحساسة على المستوى العالمي، واستشراف مستقبل العلاقات العربية – الصينية وتأثيرها في موقف الصين من القضايا العربية المصيرية؛ وسبر التناقضات التي رافقت طموحات الصين التجارية وبراغماتيتها التي ترتبت على الإصلاحات التي أطلقتها منذ عام 1978.

يتألف الكتاب من 328 صفحة، موثقًا ومفهرسًا، وفيه سبعة فصول وخاتمة.

في الفصل الأول الذي يحمل عنوان “دور الصين ومكانتها المستقبلية في النظام العالمي والعلاقات الدولية”، يناقش المؤلف مكانة الصين ودورها في مستقبل نظام العلاقات الدولية بعد الحرب الباردة والفرضيات المختلفة.

في الفصل الثاني، الذي يحمل عنوان “العلاقات الصينية – الشرق الأوسطية”، يتناول المؤلف موضوع العلاقات العربية -الصينية منذ عام 1949، ويحاول المؤلف تقديم عرض مختصر ووافٍ لموضوع العلاقات العربية – الصينية بتقسيم تاريخ تلك العلاقات إلى مراحل عدّة.

أما في الفصل الثالث المعنون “دور المنطقة العربية في تحديد الاستراتيجية الصينية تجاه الشرق الأوسط”، يتناول المؤلف الاستراتيجية التي تعتمدها الصين والأدوات التي تستخدمها دبلوماسيتها لتحقيق أهدافها في منطقة الشرق الأوسط.

في الفصل الرابع، الذي يحمل عنوان “مبادرة الحزام والطريق وتأثيرها في العلاقات العربية – الصينية”، يتناول المؤلف مبادرة الحزام والطريق وتأثيرها في العلاقات العربية – الصينية، وأهميتها بالنسبة إلى جميع الدول عمومًا، والدول العربية خصوصًا. ويرى أن مبادرة الحزام والطريق شهدت تجاوبًا محدودًا من الدول العربية يمكن تفسيره بالنظر في أمرين: الأول هو ضبابية صورة المشروع وغموض أهدافه، والثاني الخوف من تأثيره في أهم الممرات العالمية التي تقع ضمن الدول العربية، ولا سيما قناة السويس، ما ينعكس بدوره سلبيًا على الاقتصاد المصري.

في الفصل الخامس المعنون “العوامل المؤثرة في موقف الصين من قضايا المنطقة العربية”، يعالج المؤلف العوامل المؤثرة في مواقف الصين تجاه القضايا العربية ومن بينها عامل العلاقات المتداخلة والمعقدة بين الصين والقوى الفاعلة الأساسية الثلاث في المنطقة؛ أي المملكة العربية السعودية وإيران وإسرائيل، ومدى تأثير هذه العلاقات في توجّهات الصين وسياستها تجاه المنطقة العربية وقضاياها المهمة.

في الفصل السادس، الذي يحمل عنوان “موقف الصين من قضايا المنطقة العربية”، يتناول المؤلف موقف الصين من أهم القضايا التي شهدتها المنطقة العربية: مسألة الصراع العربي – الإسرائيلي، وحربَا الخليج الثانية والثالثة، وقضية أمن الخليج العربي إضافة إلى عرض تاريخي للعلاقات الصينية – الأفريقية، ولا سيما مع السودان، إضافة إلى دراسة موقف الصين من أزمة دارفور وانفصال جنوب السودان، وتحليله. يرى المؤلف أن تحركات الصين في الشرق الأوسط كانت في الأغلب تحت ضغط ظروفٍ إقليمية ودولية.

أما الفصل السابع والأخير، المعنون “مستقبل الدور الصيني في المنطقة العربية”، فيركّز فيه  المؤلف على معالجة القضايا والمصالح التي تأمل الدول العربية وتتوقع من الصين دعمها ومساندتها فيها، وعلى معرفة الحد الذي يمكن بكين أن تصل إليه في دعمها القضايا العربية في المحافل العالمية. ويتطرق أيضًا إلى أهم المصالح الصينية التي يمكن الجانب العربي أن يدعمها ويساهم في تحقيقها. ويسأل المؤلف: ماذا تريد الصين من الدول العربية؟ وماذا تريد الدول العربية منها؟ وما الموقف الذي تنتظره الدول العربية من الصين الشعبية؟ وإلى أي حد يمكن هذا الموقف أن يدعم القضايا العربية في المحافل الدولية؟.

الكاتب: حكمات العبد الرحمن: أستاذ في جامعة دمشق. متخصص في تاريخ الشرق الأقصى الحديث والمعاصر. حاصل على الدكتوراه في تاريخ الشرق الأقصى الحديث من جامعة باريس الثامنة. يهتم بدراسة تاريخ العلاقات العربية – الآسيوية بشكل عام والعلاقات العربية – الصينية وتطورها، وعلاقات الصين العالمية واستراتيجيتها الدولية بشكل خاص. له العديد من المؤلفات في هذه الموضوعات.


للمزيد: https://bit.ly/3aPjnb7