عقد مركز حرمون للدراسات المعاصرة، مكتب الدوحة، السبت 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، ورشة عمل بعنوان: “التغيرات في المواقف العربية من القضية السورية – الدوافع والمصالح”، شارك فيها عدد من الباحثين والمختصين والسياسيين العرب والسوريين.
ركّزت الورشة على تحليل مواقف بعض الدول العربية كالأردن والعراق ولبنان والجزائر، وما هي دوافع هذه الدول في تطبيع العلاقات مع النظام السوري وفك عزلته، فضلًا عن تحليل المراحل التي مرت بها مواقف الدول العربية والإقليمية من التطورات الميدانية والعسكرية في سورية، وسمات كل مرحلة من تلك المراحل، وأخيرًا تحليل المواقف الحالية وتقاطعاتها ضمن الاستقطابات العربية والإقليمية.

في بداية الورشة تحدث لقاء مكي، الباحث في مركز الجزيرة للدراسات، على العلاقات التاريخية بين سورية والعراق، وكيف مرّت هذه العلاقة في أوقات حرجة، وخصوصًا بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، حيث اتهم نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي آنذاك النظام السوري بأنه يدعم الإرهاب ويرسل المجاهدين إلى العراق.
كذلك سلّط الضوء على تناقض السياستين السورية والإيرانية في العراق، على الرغم من أن العلاقة بين دمشق وطهران استراتيجية، وكيف كان لهما هدف مشترك وهو توريط الأميركيين أكثر في المستنقع العراقي، كذلك أشار إلى أن هناك تيار داخل العراق مرتبط بالسياسة الإيرانية بشكل وثيق، وموقفه مطابق للتدخل الإيراني في سورية، ومن هذا المنطق يقوم بإرسال الميليشيات للقتال داخل الأراضي السورية.

من جهتها تحدثت أمل غزال، عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في معهد الدوحة للدراسات العليا، عن الموقف اللبناني تجاه القضية السورية، مشيرة إلى أن لبنان دولة فيها حكومة على أساس محاصصة طائفية، وبالتالي التعامل مع الملف السوري يندرج تحت هذا الجانب، أي موقف حزبي، أيديولوجي، وقد يكون طائفي، ولذلك حزب الله موجود في سورية اليوم.
كما أشارت إلى احتمال وجود استثناء أميركي للبنان من موضوع عقوبات قانون قيصر فيما يخص تمرير خط الغاز العربي، وأنه على الرغم من وجود بعض التحفظات من قبل الأطراف السياسية اللبنانية على العلاقة مع النظام السوري، إلا أن ذلك ينطبق على الجانب السياسي فقط وليس على البعد الاقتصادي.

بعد ذلك تحدث حواس تقية، الباحث في مركز الجزيرة للدراسات، عن موقف الجزائر الرسمي من العلاقات مع النظام السوري، مشيرًا إلى وجود نفس الفكر الاستراتيجي من المحور المناهض لدول الاعتدال.
وأوضح أن الجزائر تنظر إلى العلاقات مع النظام السوري من زاوية ما جرى في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، أي نفس الحديث عن الحرب على الإرهاب والتخوف من مآلات الثورة في سورية، مؤكّدًا أن هذا هو الهاجس الأكبر لدى الجزائر، خصوصًا بعد تدخل الناتو في ليبيا وما آلت إليه الأمور فيها.

وأخيرًا تحدث حسن البراري، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر، عن موقف الأردن الرسمي، وعن هواجس الأردن من مآلات الحرب في سورية.
وأوضح البراري كيف مرّت العلاقة بين البلدين تاريخيًا بتطورات خطيرة للغاية، لا سيما العلاقة بين الملك حسين وحافظ الأسد فيما يخص موقف البلدين من القضية الفلسطينية، كما مرّت العلاقة بين البلدين بمنعطفات مفصلية خلال سنوات الحرب السورية، حيث كان ملك الأردن يدعو بشار الأسد بداية للرحيل، لكن بعد عام 2015 والتدخل الروسي في سورية والخلاف الخليجي – الخليجي، أصبح الأردن أكثر حذرًا، وبدأ بالبحث عن تحالفات جديدة، لا سيما في الجانب الاقتصادي. وهو أحد محددات السياسة الخارجية الأردنية.
بعد ذلك تم فُتح باب الأسئلة والنقاش للضيوف والحضور مع المتحدثين الأربعة.

