شهدت ساحة (ليال) وسط العاصمة الفرنسية، حملة (أطباء في خطر)، بإشراف “اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية” (أوسم)؛ ومشاركة بعض الشركاء الدوليين والسوريين، بهدف تسليط الضوء على الاستهداف المستمر للمشافي والطواقم الطبية في سورية.
وشارك في هذه الحملة، إضافة إلى اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية (أوسم)، عدد من الشركاء في الداخل، وبعض المنظمات العاملة بالتوثيق بصورة احترافية، سورية ودولية، وهي (مركز حرمون للدراسات المعاصرة، شبكة جيرون الإعلامية، أمنستي انترناشيونال، الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مركز توثيق الانتهاكات، محامون وأطباء لأجل حقوق الإنسان، مديريات الصحة بحلب وإدلب وحماة ودرعا)، يعملون معًا كشركاء لنشر الحملة والتوعية بأهدافها.
وتستمر الحملة 90 يومًا، وتهدف إلى إدانة القصف بوصفه جريمة حرب، وحماية الطواقم الطبية، وفرض تقديم التسهيلات لهم، واحترام قرارات الأمم المتحدة التي تسمح بدخول المنظمات الإنسانية إلى مناطق الحرب في سورية، وستكون العريضة التي يجمعها الاتحاد دعمًا لهذه الحملة.
وهذه الحملة مهداة إلى أرواح الأطباء الذين قُتلوا في سورية، وإحياء لذكراهم، وتكريمًا للجهد الإنساني اللامتناهي الذي بذلوه.
وانطلقت الحملة ظهر الخميس 27 أيلول/ سبتمبر 2017، وتضمنت تعريفًا بها، ولقاءً مع المشاركين، والتوقيع على عريضة موجهة لمجلس الأمن، وعرضًا موسيقيًا لفنانين سوريين وفرنسيين، إضافة إلى ورشة عمل قُدِّم فيها فيلم (واقع افتراضي) حول الحملة في إحدى المشافي التي تُشرف عليها (أوسم) في سورية، كما أُلقيت كلمات من الحضور، وقامت شخصيات عامة وممثلو الجهات الراعية بقراءة أسماء 732 طبيبًا وعاملًا سوريًا في الحقل الطبي ممن قُتلوا في أثناء عملهم في سورية.
وقال شادي الشحادة، مدير مكتب جنيف في (اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية) “بدأت الفكرة منذ أكثر من عام، ولكن التنفيذ الفعلي لها بدأ منذ نحو 10 أشهر، وقام فريق العمل، في المرحلة الأولى، بجمع المعلومات حول أرقام التهجير والقتل، وقاطعها مع معلومات واردة من المنظمات المتعاونة، فيما تضمنت المرحلة الثانية جمعَ قصصٍ عن هؤلاء الأشخاص، على اعتبار أنهم بشر لديهم إخوة وزوجات وأبناء، وليسوا مجرد أرقام”، وأكد أنه جرى “جمع الكثير من القصص، لكن تعذّر نشرها جميعها، بسبب الظروف الشخصية الحرِجة لبعض العائلات”.
وقال يحيى فارس، مسؤول التواصل في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، “إن استهداف الطواقم الطبية هو انتهاك واضح، لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 والمادة 18 الخاصة بها، التي تنصّ على عدم استهداف المشافي في مناطق النزاع المسلح، ويسعى جميع المشاركين في الحملة لنشرها على نطاق عالمي، وحشد الدعم من جهات دولية متعددة”.
وأضاف “العمل حاليًا موجّه نحو تقديم عريضة، سيجري التوقيع عليها وإرسالها إلى مجلس الأمن، وكذلك هناك مساعٍ للقاء بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ بهدف الضغط والحصول على مواقف رسمية واضحة تجاه القضية”.
وقال باسل العودات، مدير الإعلام في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، رئيس تحرير صحيفة جيرون “هذه الحملة واحدة من الحملات المهمة جدًا بمعناها وعمقها، لأنها تهدف إلى التذكير بأطباء فقدوا حياتهم في أثناء إنقاذهم حياة الآخرين، وضرورة حماية الطواقم الطبية والعاملين في الحقل الطبي، ومنع قصفهم وقصف المنشآت الطبية، واحترام جميع القوانين الدولية والأممية والإنسانية والأخلاقية التي تمنع ذلك، وتحريض المجتمع الدولي على فعل كل شيء من أجل تحقيق ذلك ومحاسبة كل من يخرق هذه القاعدة، إذ ليست سورية في حاجة إلى المزيد من الانتهاكات والمآسي والفضائح اللا إنسانية”.
وكان اتحاد منظمات الإغاثة الرعاية الطبية (أوسم)، قد وثّق بالتعاون مع الشركاء، وخاصة بيانات مديريات الصحة، ومركز توثيق الانتهاكات، والشبكة السورية لحقوق الإنسان، ومحامون وأطباء لحقوق الإنسان، مقتل 732 طبيبًا وعاملًا في الحقل الطبي، قُتلوا في سورية حتى شهر شباط/ فبراير 2017، من بينهم 523 طبيبًا، و78 صيدليًا، و7 مسعفين، و85 ممرضًا و39 فنيًا طبيًا. وجرى رصد أكثر من 107 مستشفى في حلب وإدلب واللاذقية وحماه ودرعا والقنيطرة وحمص استُهدفت بضربات جوية مرة واحدة على الأقل بشكل مباشر أو غير مباشر، وبعض المستشفيات جرى استهدافها بأكثر من 25 ضربة، وكان مُعدّل الهجمات على المستشفيات ثلاث مرات وسطيًا.
وبرنامج “أطباء في خطر” هو حملة دعم شاملة تُقام لذكرى جميع الطواقم الطبية التي قُتلت في سورية، وضد الاستهداف المنظم للمشافي والطواقم الطبية من قبل القصف الأرضي والجوي فيها.
سيكون موقع Doctorsindanger.com متعدد اللغات (الفرنسية، الإنكليزية، العربية والألمانية) وسيقدم قائمة بأسماء الـ 732 من الطواقم الطبية التي قتلت في سورية، وخريطة بالأماكن التي قتلوا فيها، ودعوة إلى توقيع العريضة، وفيلمًا افتراضيًا واقعيًا (360 درجة) من إخراج مستشفى (أوسم) العاملة في باب الهوى، يُظهر واقعية الحياة اليومية للأطباء في سورية، فضلًا عن شهادات لأطباء سوريين.