عُرِفَ الشاعر والمؤلف الموسيقي الفنان السوري الملتزم سميح شقير (مواليد قرية واسط قي الجولان السوري المحتل عام 1957)، بأغانيه الوطنية السياسية الثورية التي كتب معظمها ولحّنها جميعًا، ومنها: «يا حيف»، و «هي يا بنات»، و «قربنا يا الحرية» وغيرها من الروائع التي صدحت بها الحناجر السورية الثائرة، منذ الأيام الأولى لثورة الحرية والكرامة التي زلزلت حكم الأسد الابن، في منتصف آذار/ مارس 2011. كما غنّى لثورات الربيع العربي، في موجتيه الأولى (2011) والثانية (2019)، ولأحرار تونس ومصر والسودان والجزائر.
بدأ تقديم أغانيه على المسارح السورية عام 1982، ودرس الفن في أوكرانيا، وبين عامي 1990 و1994، درس في معهد عال للموسيقى في العاصمة الأوكرانية كييف.
لحّن وغنى للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، ووضع الموسيقى التصويرية للعديد من المسلسلات والأفلام السينمائية والمسرحيات، أبرزها ألحان مسرحية «خارج السرب» للشاعر والكاتب الكبير الراحل محمد الماغوط. كما حقق منذ عودته إلى سورية عام 1994 موسيقات تصويرية لعدد من المسرحيات والأعمال الدرامية التلفزيونية.
بقي شقير، وهو صاحب التجربة النضالية والفنية الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود، قابضًا على جمر المقاومة سعيًا للخلاص من الاحتلال الصهيوني، ومن كل أشكال الاستبداد السياسي والديني في بلده وفي كل البلدان العربية، حيث وقف إلى جانب نضالات أبناء الوطن في مواجهة الطغيان، معلنًا انحيازه الدائم إلى حياة حرة كريمة، وهو صاحب الأغنية الشهيرة “إن عشتَ فعِشْ حُرًّا”.
(مركز حرمون للدراسات المعاصرة) كان له هذا الحوار مع صاحب (ولا يُشبه النهر شيئًا سواك) الذي ينتمي إلى جيل الفنانين الملتزمين الذين عرفتهم الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، وفي المنافي والبلاد البعيدة، في أعقاب هزيمة حزيران/ يونيو 1967، إلى جانب الراحل الشيخ إمام، واللبناني أحمد قعبور.
هنا نص الحوار:
ماذا تخبرنا عن نصوصك الشعرية وأغنياتك الجديدة؟ وهل ستصدر لك مجموعة شعرية أو ألبوم غنائي قريبًا؟

كتبتُ كثيرًا من القصائد، بعد إصدار ديواني الأخير (ولا يشبه النهر شيئًا سواك)، ولا أعرف أسأوفّق بدار نشر لطباعة الديوان الجديد أم لا. أما عن الأغاني الجديدة فهناك العديد منها، لكن ظروفي الإنتاجية لم تسمح بتسجيل تلك الأغنيات حتى الآن، وبانتظار توفر تلك الظروف أنا مستمر في الكتابة والتلحين، بل أشعر أني أسابق الزمن من أجل الوصول إلى تخوم أحلام هذه التجربة الغنائية.
أغنية الحياة.. مشروع طَموح
ما الذي تطمح له من وراء مشروعك الشعري والموسيقي؟ ومن قبل ما هي ملامح هذا المشروع الذي تشتغل عليه منذ أكثر من ثلاثة عقود؟
هو مشروع طَموح وله مستويات عدة، يمكن تلخيصه بإنجاز نماذج من “أغنية الحياة”، وهي المجبولة من عناصر متعددة بحيث تكون خارج التصنيفات المألوفة كـ (عاطفية) أو (وطنية) أو (سياسية) أو غير ذلك من التصنيفات، و”أغنية الحياة” تجد فيها هذا التداخل بين مشاعر شتى، وأمكنة وأحداث، أي أنها أكثر شبهًا بنا من حيث تداخل العناصر المؤثرة بكياننا، وتطمح هذه الأغنية إلى أن تكون ثرية شعريًا، وتتكئ على مخزون الذاكرة الجمعية الموسيقية، لكنها تقدم جملة متجددة ومبتكرة، وفيها خروج على القوالب المعروفة في كثير من الأحيان، وفي الوقت نفسه هي أغنية لا تتوانى عن نقد ومواجهة كل ما يعوق ومن يعوق حرية الإنسان ويحاول قهره.
منذ أيام، أصبحت جميع أغنياتك محمّلة في صفحة خاصة بك على منصة “الساوند كلاود”. ماذا عنى لك ذلك على الصعيد الشخصي؟
لا شك في أني أشعر بالإنجاز، وهو أيضًا ثمرة إتمام وضع معظم أغنياتي تحت الحماية الفكرية، عبر واحدة من أهم المؤسسات الحامية للمصنفات الفنية في العالم (SACEM).
عملتَ حديثًا على تشجيع المواهب الموسيقية، فما الذي تريد أن تقوله من خلال ذلك؟ وهل ترصد تحولات الجيل السوري الحالي؟
عمومًا، أنا دائمًا منفتح، وعلى صلة مع ما ينتجه الجيل الشاب، وأشجّع أي التِماعَة موهبة تظهر للعيان، لذا فقد كان طبيعيًا أن تأتيني فكرة استثمار الوقت الميت، خلال فترة الحجر الصحي، وجاءت فكرة عمل مسابقات في التلحين وفي كتابة الشعر المحكي لأجل اكتشاف مواهب جديدة، وفي الوقت نفسه لتسليط الضوء على مساحتين إبداعيتين، على درجة عالية من الأهمية في بناء الأغنية، ومع الأسف، لا يُلقى عليهما الضوء الذي يستحقانه .
تعيش منذ فترة في العاصمة الفرنسية باريس، ماذا أعطتك هذه المدينة في ما يتعلق بالشعر والموسيقى؟ ومن قبل ماذا أعطاك الابتعاد مكانيًا عن بلدك سورية؟
لا شك في أن باريس مدينة باذخة العطاء فنيًا، بل إنها أحد أهم مراكز التأثير الثقافي في العالم، وفضلًا على وفرة مسارحها وصالاتها وأقبيتها المخصصة لأنواع متعددة من الموسيقات، هي ملتقى لثقافات العالم بوجود فنانين كُثُر من كل البلدان، دون أن ننسى موسيقا الشارع والمترو وعلى ضفاف الأنهار، لذا فلا شك في أنها مدينة مؤثرة جماليًا، ولكن على الصعيد الشخصي، لا أستطيع القول إنني استفدت كثيرًا من كل ما ذكرت، لسبب بسيط، وهو أنه على مدى السنوات العشر التي قضيتها فيها كان جلّ اهتمامي هو حال بلدي والثورة فيه، والتوق والعمل لإسقاط الاستبداد وإسقاط التطرف أيضًا، وإيصال الصوت الديمقراطي والهادف لبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، باختصار: كان كل اهتمامنا منصبًا على هذا الجانب، لذا فلم أستفد كما ينبغي مما هو متاح، ولكن ما أخذته من إضافة جمالية يبقى مهمًا ومؤثرًا، أما عن سؤالك: ماذا أعطاني الابتعاد؟ فإني سأصارحك بشيء، في البعد تحبّ أكثر مكانك الذي غادرته وتصبح أقلّ وجعًا حتى من الذكريات القاسية، وفي البعد يصبح من أجمل ما يحصل لك هو أن يذكرك وجه هنا بوجه هناك، رائحة هنا برائحة هناك، ويثير انتباهك أي مكان يذكرك بأمكنة هناك، ولكن في البعد أيضًا شيء من امتلاك رؤية شاملة أوضح، لكن أهم ما بالأمر أنك ستتخلص بعد حين من وجودك خارج البلاد من مشاعر التوفز، كلما مرّ قربك شرطي أو شخص يمثل السلطة، وستشعر باحترام وإنسانية لم يسبق أن شعرت بها هناك. أما في الجانب الموسيقي فالابتعاد يعطيني حافزًا أكبر لكسر المسافات، عبر إنجاز عمل إبداعي يؤكد حضوري هناك قبل أن يؤكده لمن حولي هنا.
من هو الشاعر أو الفنان الحاضر فيك دومًا وكأنه معلّمك الأول الذي لا يغيب عنك؟
لم يكن شاعرًا لكن سلوكه كان شاعريًا، ولم يكن فنانًا ولكن الفنّ كان ينضح من حديثه وسعة أفقه وعلمه العميق، رأيت فيه قدوة ورغبت في أن أماثله، ولا أظن أنني استطعت، هذا الإنسان هو الدكتور فارس شقير، شقيق والدي، الذي جمع في شخصيته رُقي ودماثة وعلم الغرب، وحميمية وسحر الشرق، بعمق فلسفي وشخصية مرحة مُحِبة للحياة. أما من الأدباء والفنانين، فلم يكن أحدهم مثَلي الأعلى، لكني أستطيع القول إن جميع المؤثرين منهم له أثرٌ عليّ، لذا فقد قلت يومًا: “إننا ورثة كل جمال ومعرفة، في هذه الكرة الصغيرة التي اسمها الأرض”.
هل على الشعر أن يكون سياسيًا في مكان ما، بمعنى أن يكون في قلب الصراعات التي تنهش حَيَواتنا؟
نعم أرى أن على الشعر ذلك؛ لأن الشعر أحد ركائز قوة تأثير الثقافة، ومن الطبيعي استخدام تلك الطاقة للدفاع عن الجمال في هذا العالم، والدخول على إيقاع الحراك السياسي هو قيمة جمالية، كإسقاط الاستبداد مثلًا وانتزاع الحريات، وفعليًا فقد لعب الشعر دورًا واضحًا عبر التاريخ في إيقاظ الضمائر وإثارة الحماسة وتناقل الافكار، ولكن الملاحظ أن نزوله إلى تلك المعارك ليس من دون تضحيات، فهو سيكون أقرب إلى المباشرة ليفي بغرض مشاركته، وسيكون أبعد عن التجريب والمغامرة في شكل القصيدة، وستختفي الظِلال وجمالياتها، وسيكون من الصعب أن تجد نصوصًا تنفتح على قراءات متعددة لها، لكن الحصانة هي بأنه من المستبعد أن تذهب كل التجارب الشعرية إلى الأسلوب المباشر الذي يبعد القصيدة عن فنيتها، وسيحدث هذا التكامل بالأداء في نهاية الأمر .
كيف نفهم الالتزام في اللحظة الراهنة؟ وأين هو من الجمالية الشعرية؟
ليس راهنًا فقط، وإنما دائمًا، الالتزام ليس مصطلحًا ضيقًا، كما جرى التعامل معه عادة، فأنا أراه سلوكًا مسؤولًا واعيًا ومشبعًا بالعطاء وبعيدًا عن تضخم الذات، بل إن الذات الجمعية تحضر بوجوده، حتى في وعي الفرد المبدع. الالتزام هو باختصار انتماءٌ وعطاء وحضور.
يقول الروائي السوري نبيل سليمان: “أحسب أن ذروة ما بلغته الأغنية السورية المعارضة هو ما صدح به سميح شقير مع عوده، كلمات ولحنًا وغناءً، ومن ذلك أغنيته الشهيرة المبكرة والموجعة: (يا حيف)”. ماذا غيّرت أو أضافت هذه الأغنية لمسيرتك الفنية؟ وهل كنت تتوقع أن تحقق كل هذه الشهرة؟
الإضافة الحقيقية كانت تأكيد قناعتي الداخلية، بقدرة الأغنية على الحفر عميقًا في الوجدان إلى درجة التأثير في سلوك الفرد والجماعة، بشكل قد يفوق في ظروف معينة تأثير أحزاب وقوى منظمة، والأغنية التي أقصدها ليست مَحض نص شعري ملحن، بل حين ترتقي لتصبح نبضًا حيًا لقلوبٍ كثيرة ولسان حالٍ لشعب يعاني، وقد توقعت لها الانتشار، بالطبع، وذلك منذ أن عانقت دموعي العود وقت تأليفها، لكن انتشارها فاق توقعاتي، حتى أصبحتُ أسمع من كل سوري أتعرّف إليه أن له قصةً مع هذه الأغنية، وكم هو شرف عظيم أن يدخل أثرٌ فني أو أدبي إلى وجدان الناس، لأنه سيكون قد حجز مكانًا له في المستقبل، لأن الذاكرة الجمعية لا تموت .
هل تعرضت للنقد غير الإيجابي في مكان ما؟ وهل أغضبك هذا النقد؟ وهل ترى أن أعمالك قوبلت نقديًا بما تستحقه؟
لا يخلو الأمر من نقد غير إيجابي، ولكن هذا كان أمرًا نادرًا قبل الثورة. أما بعد أغنية (يا حيف) فقد تلقيت هجومًا منظمًا وكثيفًا، وأغلب ظني أن معظمه من الجيش الإلكتروني الذي شكّله النظام. وفي الحقيقة، فقد تأثرت كثيرًا بمستوى انحطاط اللغة، واحتجت إلى وقت ليس بالقصير، حتى أتأقلم مع هذا الوضع، ولكنه تقلّص وانتهى تقريبًا منذ سنوات.
من حيث المبدأ، أرغب في حضور الحركة النقدية في كل المجالات، ويجب أن يتسع الصدر لها، وأن تكون مفتاح حالة حوار. أما عن الحركة النقدية للنتاج الغنائي والموسيقي، فهي ضعيفة جدًا، ومع ذلك فقد كُتب العديد من المقالات النقدية عن تجربتي الغنائية، لكن معظمها لم يكن عميقًا بما يكفي للاستفادة من مقاربته النقدية.
غياب دعم النتاج الفني الثوري..
في بدايات الثورة السورية، تم نسج أغان كثيرة على ألحان أغان شعبية متوارثة أو رائجة، واشتبك الفولكلور بما يصطخب به الراهن. ما تقييمك لهذه التجربة في سياقها التاريخي؟
احتاجت الجموع الثائرة التي عبّرت عن نفسها بشكل حضاري وسلمي، في الأشهر الأولى، إلى الهتاف والأهزوجة، كما ارتجلت كلمات ثورية ورافضة، ووضعتها فوق موسيقات الأغنيات المعروفة والألحان الشعبية، وهذا أمر طبيعي، وبالرغم من ظهور عددٍ غير قليل من الأغنيات الجديدة التي كتبها ثائرون -هم هواة موسيقيًا على الأرجح- فقد بقيت تلك الأغنيات فعلًا نخبويًا لم تحمله الجماهير أو تهتف به.

برأيي، إن عدم دعم النتاج الفني الثوري قد جعل السقف الفني للأعمال المُنجَزَة منخفضًا؛ لأنه قام على الإمكانات الفردية، فيما تتطلب عملية التسجيل قدرة مالية هي غالبًا غير متوفرة عند الشباب الثائر، وهنا نشعر بالأسف، لأن من تصدروا المشهد الثوري والمعارض وقادوا الأجسام السياسية لم يكونوا قصيري النظر فقط، بل كانوا عميانًا تمامًا عن دور الفن والثقافة وأهمية دعمهما، ولو بحدود تأمين تكاليف الإنتاج.
كيف ترى اليوم الاهتمام الجماهيري العربي عامة والسوري بخاصة بالأغنية السياسية/ الثورية؟
لا أرى أن هناك اهتمامًا حقيقيًا بالأغنية السياسية أو الثورية، بعد عشر سنوات من القتل والهدم والهجرة والنزوح وتعدد الاحتلالات وتعمّق الشروخ في المجتمع السوري بخيباته المتلاحقة، وأعتقد أنه قد تم استهلاك كل المطروح من الشعارات والهتافات والأماني والخطابات والأشعار والأغاني ونحيب المآتم وأخبار التعفيش وقطع الرؤوس وقصف المدارس والأفران، والمتوفر من النقود والمتبرعين وأخبار أقدام الأطفال العارية فوق الثلوج وجفاف ماء وجوه كثيرة، والركض على إيقاع رغيف خبز تطارده الجموع، سقطت كل الإيقاعات الأخرى، وأصبح من الترف الاهتمام بقصيدة أو أغنية، وأنا أفهم ذلك تمامًا، إنه الجحيم، والوقت غير مناسب لوضع موسيقا تصويرية لحريقٍ يلتهم البلاد.
ما مهمة الأغنية السياسية العربية المعارضة من منظورك الخاص؟ وما مستقبلها في ظل التحولات الجديدة؟
الأغنية السياسية كالضمير، فهي غير موظفة عند أحد، وعلى ذلك؛ لا أظن أنها مدعوة لتتابع بنفس الشكل والمضمون، لأن على مبدعيها أن يستوعبوا كل هذا الخراب، وكل هذه القسوة، وكل هذا التكالب على السلطة، على هؤلاء المبدعين أن ينصتوا إلى وجع الناس وغضبهم وحزنهم العميق، وبشكل خاص ربّما عليهم تحليل خطاب الكراهية والأحقاد؛ لأن هذا سيكون أول تحدياتهم على ما أظن، حين يحاولون تفكيك هذا الخطاب بدقة وحذر، كمهندس ألغام ليس بوسعه الخطأ ولو مرة واحدة.
برأيك، لماذا صمدت الأغنية السياسية التقدمية، إن صحّ التعبير، ببنيتها المعروفة، في وجه أغنيات الثورة الدينية الصاعدة، بل تفوقت عليها في أوقات عديدة؟
ماذا تقصد بالأغنية السياسية التقدمية؟ هل تقصد الأغنية اليسارية؟ حسنًا.. ضعني أنا، وأحمد قعبور، وشيڤان، جانبًا. وأجبني عن أي أغنية تقدمية تحدثني؟ أين هي الأغاني التقدمية؟ وأين هم حاملو رايات هذه الأغنية؟ وفي أي وادٍ من الصمت تجدهم، حيال ما يجري، هذا إن لم تجد بعضهم يمجد الدكتاتور، ويُهَلل لمن يرون أن الطريق إلى فلسطين يمر من حلب وحمص والقلمون وعلى جثث المدنيين السوريين!! فعن أي صمود لهذه الأغنية تتحدث؟ وعن أي تفوق لها؟ بل أين اليسار التقدمي من حركة التاريخ التقدمية، وقد اصطف جزء لا يستهان منه ضمن صفوف الدكتاتوريات؟ ثم ينبغي عدم الاستهانة بالنهر الجارف من النتاج الداعشي الفني، الذي كان يرافق فيديوهات الذبح والحرق وقطع الرؤوس، فمهلًا، يا صديقي، فقد لا نكون بموقع التفوق على أحد.
الحالة السياسية العربية تمر بحالة تردّ وتشظ؛ فماذا تقول عن الحالة الثقافية العربية الراهنة؟
الحالة الثقافية الراهنة متفوقة على نفسها كميًا! أما نوعيًا فالوضع بائس، ولا يغيّر من التوصيف العام لهذا المشهد بروزُ عدد قليل من الكتاب والفنانين المتميزين في السنوات الأخيرة.
أخيرًا، هل تستطيع قول شيء عن مستقبل البلد القريب؟ وكيف تتخيل أن تكون سورية ما بعد سقوط نظام بشار الأسد؟
لو كدّسنا الأوراق التي كُتِبَت عن تصوراتنا حول (اليوم التالي) أي ما بعد سقوط النظام؛ لوصلت أكداس الورق إلى عنان السماء! أنا ما زلت أرى أن القوى الديمقراطية، بدلًا من أن تتحد وتشكل ثقلًا وازنًا في المشهد السياسي وتستنهض الحراك المدني السلمي الذي بدأ الثورة وتستقوي به، تركت الائتلاف الذي يَعتَبِر الفصائل الخاضعة لتركيا هي وجه الثورة وعضلاتها، تَرَكَتْهُ ليكون أسوأ محام عن أجمل ثورة، وجلس الديمقراطيون ليخططوا ( لليوم التالي) إلى أن وصلنا إلى خروج السوريين جميعًا من ساحة الفعل والتأثير، فيما تستأثر القوى الدولية بمفاتيح الحل.
إن خريطة الطريق مقررة، وقد صدرت عن مجلس الأمن، ومن السهل البدء فيها في حال قررت الإرادة الدولية المضي قُدمًا، قبل أن يتعفن الوضع تمامًا، وتتحول البلاد إلى مستنقع تماسيح غير مناسب لا للسباحة ولا للرماية ولا لركوب الخيل.
محطات من رحلة عطاء الشاعر والفنان سميح شقير:

1982 – شارك في المهرجان العالمي للأغنية الملتزمة في الجزائر.
1983 – أصدر مجموعته الغنائية الأولى «لمن أغني».
1984 – أصدر مجموعته الغنائية الثانية «بيدي القيثارة».
1985 – أصدر مجموعته الغنائية الثالثة «حناجركم».
1987 – – أصدر مجموعته الغنائية الرابعة «وقع خطانا».
1990 – أصدر مجموعته الغنائية الخامسة «زهر الرمان».
ما بين عامي 1990 و1994 – درس في معهد عال للموسيقى في العاصمة الأوكرانية كييف، وأقام حفلات كبيرة في كل من موسكو وكييف وبيتربورغ، مع فرقته الموسيقية التي حضرت من سورية، بمرافقة فرقة باليه أوكرانية (زلتيه فاروتا) رقصت على موسيقاه.
1998 – أصدر مجموعته الغنائية السادسة «زماني»، وخصها بعدد من الأمسيات في عدد من المراكز الثقافية، في احتفالات يوم المسرح العالمي وفي الاحتفال الخاص بعيد الموسيقى.
2001 – أنجز مجموعتين غنائيتين للأطفال «تنورة» و«تفاحة». وألّف موسيقى الفيلم السينمائي الروائي الطويل «الطحين الأسود»، للمخرج السوري غسان شميط.
2006 – أصدر مجموعته الشعرية الأولى الموسومة بـ «نجمة واحدة»، ونُظم له حفلا توقيع للمجموعة، في دمشق وعمان.
2007 – ألّف موسيقى فيلم للأطفال بعنوان «من العين إلى القلب».
2009 – أصدر ثلاثة ألبومات غنائية: «قيثارتان»، و«على الأيام»، و«يباح يباح»، والأخير ألبوم خاص للأطفال.
2011 – أطلق أغنية «يا حيف» مع بداية الثورة السورية.
2012 – قام بجولة فنية في ولايات أميركية عدة: (لوس أنجلس، شيكاغو، ديترويت، ونيوجرسي).
2017 – أصدر مجموعته الشعرية الثانية الموسومة بـ«ولا يُشبه النهر شيئًا سواك»، عن دار ميسلون للطباعة والنشر والتوزيع (سوريا)، ونقلتها الشاعرة والروائية الجزائرية ربيعة الجلطي، إلى اللغة الفرنسية.
ما بين عامي 2013 و2019 – أطلق مجموعة من الأغنيات الجديدة، كما أحيا العديد من الأمسيات والحفلات الغنائية، تضامنًا مع الثورة السورية في عدد من المدن العربية والأميركية.
2020 – حمل جميع أغنياته على صفحة تحمل اسمه [https://soundcloud.com/user-887707626] على منصة “الساوند كلاود”.
- أغنية «قامت»

كلمات: سميح شقير
13/ 06/ 2020
قامت قامت قامت
قامت حقًا قامت
قامت تحمي الكرامات
السويدا حقًا قامت
من عاداتِك تقري الضيف
وما تنامي يوم على الحيف
وما تنامي يوم على الحيف
كم مر عليكي عدوان
وجحافل جند وفرسان
وينتفض جبل الريان
يخليهن سحابة صيف
وشو صار وتا الزمن جار
عليكي والضبع تعنتر
ومن الظلم يوم جارك ثار
حسيتك سبع مجنزر
شفتك كيف عاندتي الريح
وما لوث ايديكي الدمّ
ووقت اللي الكل مجاريح
للخايف كنتيلو إم
ولامت اللوامة
اللوامة لامت لامت
فكرّوا عيون الوسيعة اللي إلك
غفلت
غفلت ونامت
ومن صار الليل داهم
خشرمت ضباع تصخب
وتقتسم الغنايم
سمعنا نخوات وغناني
وبصواتا الروح هامت
قلنا لسويدا قامت
رابط الفيديو: