عقد مركز حرمون للدراسات المعاصرة مكتب الدوحة ندوة بعنوان: “مفهوم الدولة المدنية في سورية”، شارك فيها كلّ من لؤي صافي، الأكاديمي والناشط السياسي؛ وعمرو العظم، الأستاذ في جامعة قطر والباحث في الشأن السوري؛ وأدارها عزام أمين، الأكاديمي والباحث السوري.

تناولت الندوة مفهوم الدولة المدنية تاريخيًا: متى نشأ هذا المصطلح، وكيف تطور؟ حيث ذكر الدكتور عمرو العظم أن هذا المصطلح يُنسب إلى محمد عبده، أحد رواد حركة الحداثة في القرن التاسع عشر، ولكن استخدامه في العصر الحديث بدأ في الخمسينيات بعد ثورة عبد الناصر على الحكم الملكي في مصر، حين بدأ الحكم العسكري، وهنا بدأ الإخوان المسلمون في مصر بالترويج لمصطلح الدولة المدنية، كرد على الحُكم العسكري.

بينما ذكر الدكتور لؤي صافي أن الدولة المدنية هو مصطلح مستحدث، يعود إلى بداية القرن الماضي، ويكاد يكون محصورًا في المنطقة العربية، وأرجع الدكتور لؤي استخدام هذا المصطلح إلى الرغبة في تجاوز ثنائية الدولة الدينية والدولة العلمانية، لأن كليهما عانى صعوبات في التعامل مع المجتمعات، ولكن تاريخيًا كان هناك مجتمع مدني في سورية، كما ذكر ابن بطوطة في مذكراته.

بدوره ذكر الدكتور عمرو أن المجتمع المدني هو الحاضنة الشعبية، التي نجد من خلالها الحقوق الأساسية التي يجب أن نتمتع بها، كحقوق العبادة وحرية المعتقد وحرية التعبير، واحترام الرأي والرأي الآخر، ويجب أن يصونها الدستور. وعلى الأحزاب السياسية أن تؤدي دورها في أن تكون ممثلًا شرعيًا لتيارات ومشارب مختلفة في المجتمع. وفي النهاية صمام الأمان لنا هو المجتمع المدني.

وتحدث الضيفان عن العلاقة بين القومية ومفهوم الدولة المدنية، بأن المشكلة في سورية ليست في التعدد الثقافي الموجود تاريخيًا في سورية، وأن كل التحديات التي واجهتها سورية هي بسبب إدارة هذا التعدد لا في التعدد نفسه، ولكن تطبيق الديمقراطية وصون الدستور هو من يحفظ حقوق الجميع ويضمن لهم حرية الرأي والمعتقد، وبدوره ذكر الدكتور لؤي أن قيم المجتمع المعاصر بُنيت في الحضارة الإسلامية التي احترمت التعدد وساءلت الحاكم وجعلت القانون هو الحصن الذي يمنع تغول الدولة والسلطان.

واختتمت الندوة بنقاش مفتوح بين المتحدثين والحضور، وستبقى الندوة متوفرة على منصّات التواصل الاجتماعي لمركز حرمون، للمشاهدة لاحقًا.