عرض الصالون السينمائي في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، مساء أمس الأربعاء 8 كانون الثاني/ يناير 2020، الفيلم السوري التسجيلي (ذاكرة باللون الخاكي) للمخرج الفوز طنجور، في صالة المنتدى الثقافي التابع للمركز في مدينة إسطنبول التركية، وقد حضر العرض، إضافة إلى الحضور، منتج الفيلم لؤي حفار، للتعليق على العمل في نهاية العرض والرد على أسئلة الحضور.
يستعرض الفيلم السيرة الذاتية لمخرج العمل وضيوفه الذين حاورهم خلال الفيلم، واضطرارهم إلى الخروج من سورية، بسبب مواقفهم السياسية، ويسلط الضوء على علاقة السوريين باللون الخاكي الذي يرمز إلى الاستبداد العسكري، وحالة القهر والخوف التي عاشها السوريون في ظل حكم حزب البعث، خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وصولًا إلى أحداث الثورة السورية عام 2011.
وبعد انتهاء العرض، شارك مخرج الفيلم الفوز طنجور، بمداخلة عبر (سكايب)، تحدث خلالها عن فكرة الفيلم والظروف والإمكانات التي تم تنفيذ العمل من خلالها. وقال: “حاولت من خلال هذا الفيلم أن أجسد تجربة السوريين في العيش مع نظام مستبد لأكثر من 40 عامًا، فرض تسلطه على كل مفاصل حياتنا، كاللون الخاكي الذي صبغ به طفولتنا وكل شيء من حولنا، ما دفع الشعب السوري إلى الانفجار والقيام بثورة عام 2011”.
كما دار نقاش بين لؤي حفار منتج الفيلم، والحضور، حول شخصيات الفيلم والانطباعات عنه، والرسالة التي حاول الفيلم إيصالها إلى المتلقي. وقال: “الفيلم هو نوع من الأفلام التي تسمى (ذاكرة مؤلف)، وجميع السوريين لهم ذكرياتهم الخاصة التي قد تتقاطع -بشكل أو بآخر- مع ذاكرة المخرج، وبهذا المعنى كل سوري لديه ذاكرته الخاصة المصبوغة باللون الخاكي، وكل شخص يشاهد الفيلم سيقوم بحالة إسقاط على تجاربه التي مرّ بها، في ظل هذا الحكم”.
وتابع حفار: “أصل فكرة الفيلم التي ناقشتها مع مخرج العمل هو الانطلاق من مناهج التعليم السورية التي تعدّ القاسم المشترك العام ما بين كل أفراد المجتمع السوري، ثم تطورت الفكرة لتشمل جوانب أخرى، لأننا تعمدنا أن يكون هذا الفيلم موجهًا للمشاهد الغربي، لكي يتعرف إلى الواقع الذي عاشه السوريون”.
استغرق إنجاز الفيلم أكثر من ثلاث سنوات، وشارك في (مهرجان لايبزيغ للأفلام الوثائقية والأنيميشن)، وفي المسابقة الرسمية في (مهرجان مونبلييه الدولي لأفلام البحر المتوسط) في فرنسا، وحاز جائزة “عمدة المدينة” في (مهرجان ياماغاتا العالمي للسينما التسجيلية) في اليابان، وجائزة “أفضل إخراج عن فئة الأفلام الوثائقية الطويلة”، في مهرجان (مالمو) للسينما العربية في السويد.
الفوز طنجور: مخرج سوري حاصل على دبلوم في الإخراج السينمائي، من أكاديمية الموسيقى والمسرح والفنون التشكيلية – قسم الفنون البصرية والدرامية، في مولدوفا، وحاصل على جوائز عدة.
(مركز حرمون للدراسات المعاصرة) هو مؤسسة بحثية ثقافية تُعنى بشكل رئيس بإنتاج الدراسات والبحوث المتعلقة بالمنطقة العربية، خصوصًا الواقع السوري، وتهتمّ بالتنمية الاجتماعية والثقافية، والتطوير الإعلامي، وتعزيز أداء المجتمع المدني، واستنهاض الطاقات البشرية السورية وتمكينها، ونشر الوعي الديمقراطي، وتعميم قيم الحوار واحترام حقوق الإنسان.